رد على الرندي في مرثيته للأندلس

في القدس

زهرة المدائن و روضتها القدس الشريف عاصمة فلسطين الابدية 

 
في مسالك القدس و دروبها و شوارعها ..
في أزقة مدينتها القديمة حيث الحجارة لها صوت :

تسمعها تروي الحكايات
تروي قصصا مرت ..
و ملايين الموتى ..
 الراحلين 
تحت دثار الحياة ..

تسمع صوتها ينشد تارة
ألحان صمود ..
و مواويل البقاء ..
و تارة تسمعه نداء
ما بين ليل و صبح ..
و بكور و عشي ..
لا تفتر بمناجتها السماء

في القدس أعراس تترى
تمر مواكبها الصاخبة
في صمت السكون ..
أرواح تمضي في سكينة
تنحني لهم أشجار الياسمين
و الليمون ..

في القدس القديمة ..
 قبة الزمان
في القدس القديمة ...
هامات تأبى الذل .
و الهوان
في القدس  ...
قوم لهم العز دون
سواه

في القدس ...
 عبق الزعتر ...
يعطره العز بالعنفوان ..
و كبرياء يسعى
بين المعابر ...
بشموخ على قدمان ..
في القدس 
تختل بثباتها .. 
الأوزان ...

في القدس
صلوات و قداس 
مآذن تقرع .. ! 
و آذان يخرج من رنين
الأجراس ..
في القدس ..
تتجلى معاني
حب الله لكل الناس ..

ففي القدس
يسوع المسيح 
و مريم العذراء
في القدس
زكرياء و يحيى 
و محمد يؤم الأنبياء
الروح في جنباتها له نور
و النور يعم الزوايا
و الأرجاء

في القدس
أنا و قلبي العاشق
في القدس
روحي تطلب المنون ..
تلاحقه تعصر منه
 الخلود !
و ثأر لا ينسى ..
بيني و بين اليهود ..
في القدس ..
أنوار الحق  قرآن
تمحو دياجير باطل ..
التلمود ..

في القدس
كل ما لا يهون ..
تاريخ يتكلم  ..
و دهر يتعلم ..

و السنين ... تطول ..
في القدس
محب فدائي ...
و عاشق صوفي
في القدس
شباب  .. حسيني
و كل أرضها ..
 كربلاء ..
في القدس سماء ...
رصعها الشهداء ..
في القدس عقيدة ..
و عشق و هوية ..
 القدس .. إنتماء